دق الشلوفه او شك الشلوفه في كردفان

شك الشلوفه :- الظاهرة في مجتمعات كردفان..و ربما تكون مقصورة على مجتمعات بعينها..و هذا يعود.. لمشاهداتي الشخصية..و تجربتي ..و هي قطع شك محدودة للغاية..
تستخدم الإبر (المرواد) ..و الكحل لتكثيف اللون..ثم القيمة الجمالية و الإجتماعية للظاهرة..و هي بالجد معلومة جديدة و استفدت منها كثيرا..

لكني لاحظت أن بنات النوبة لا يستخدمن عادة دق الشلوفة.. اللهم الإ في بعض الإستثناءات (تحديدا قبائل الميري..و هم من القبائل في جبال النوبة التي تتبع تقليد الشلوخ)..ايضا لم الاحظ العادة في قبائل الجنوب.. دينكا .. نوير.. زاندي .. الخ..و هذه الملاحظة جعلتني و لزمن طويل اظن أن العادة مرتبطة فقط بالقبائل و الإثنيات ذات الجذور العربية..لكن الفرضية ستكون خطأ لو استصحبنا واقع الإثنيات الأفريقية في غرب افريقيا.. حيث الظاهرة منتشرة في مالي ..موريتانيا.. النيجر.. تشاد..و بعض من شعوب نيجيريا و السنغال ..و غانا..

اجتماعيا .. كما ذكرنا .. في السابق.. كان الرجل يشترط .. أن تكون زوجته مدقوقة الشلوفة..و هي نفس المسألة في مناطق مجتمعات البقارة في كردفان.. بل أكثر من ذلك.. كانوا يرون أن الفتاة غير المدقوقة مثل الفتاة غير المختونة .. والظاهرة في طريقها للإندثار.. و السبب يعود لإنتشار التعليم..و تطور الرؤية تجاها جمال المرأة..و اصبحت المعادلة مقلوبة.. يعني صار دق الشلوفة باب من ابواب التخلف..و نادر ما تلقى ليك زولة خريجة .. متمسكة بالعادة دي..

دق الشلوفة في مناطق البقارة.. اجتماعيا .. كان مرتبطة بظاهرة اخرى..و اسمها دفن النقرة (اي الحفرة)..لأن الطفلة في الختان و دق الشلوفة تدفن اعضائها (في حالة الختان) و دمها (في حالة دق الشلوفة)..في حفرة صغيرة..و يطلب من طفل يتوقع أن يتزوجها مستقبلا بدفن تلك الحفرة..و في هذه الحال تدفع اسرته هدية رمزية..و كثير من هذه الإختيارات المبكرة هي التي تؤسس علاقات الزواج هناك..

عملية دق الشلوفة في مناطق البقارة .. تتسم بالقسوة ..و هي نوع من التعذيب القاسي.. لكن الناس تفعلها عن قناعة .. و تكون في شكل مهرجان.. يعني لا يتم دق الشلوفة على انفراد..و انما في شكل مجموعة (زي الحلاقة بالدور)..و يستخدم فيها نوع معين من شوك الهجليج..طبعا في تلك المناطق توجد كثيرا من الأشجار الشوكية.. لكن لتقديرات صحية بحتة.. يستخدم شوك الهجليج..و يختار النوع المتوسط (ليس باليانع..وليس بالناضج)..اضافة لدقة رأس شوكة الهجليج و متانتها ..
تجمع الأشواك في شكل حزمة (7-10 شوكة) ..و تربط بلحاء نباتي جديد..
ليست كل النساء مؤهلات للقيام بهذه العملية..و انما نساء محددات..و كانت حبوبتي لأمي (اسمها ام سماح ام عسكرية بت نصر السكران).. هي التي تقوم بهذه العملية..و هي ايضا التي تقوم بعمليات التوليد و ختان البنات..

طريقة العملية.. تجلس المرأة الكبيرة على الأرض..و تفرد رجليها..و تضع رأس الفتاة على حجرها(تكون الفتاة راقدة على ظهرها..و قامتها ممدودة..حتى يسهل انسياب الدورة الدمويه في جسمها)..و تبدأ عملية الدق ..و تكون عبارة عن شك ..و عادة ما تبدأ بالأطراف.. اطراف الشفة.. مع ملاحظة أن دق الشلوفة في كل انحاء السودان يكون في الشفة السفلي..و هذا خلاف شعوب غرب افريقيا.. لأن العملية هناك تشمل الشفتين العليا و السفلي..و احيانا تصل الخدود..
تكون على الجانب من تلك الجلسة.. حفرة صغيرة.. و تقوم الفتاة بين الفينة و الأخرى ببصق الدم فيها..العملية تأخذ فترت تتراوح بين 30-45 دقيقة..و مرات تصل ساعات..
ايضا يلاحظ احضار الشباب .. في الواقع الصبية .. من نفس عمر الفتيات..و يطلب منهم مشاهدة العملية..و هذه عادة عندنا هناك.. من باب الحماس.. يعني الواحدة اكراما للصبيان ..نهائي ما ممكن تتجرس..و كذا الأطفال في الختان.. يكون البنات بيغني في قفا البيت..و بتكون مافي طريقة ليك تبكي نهائي..

بعد الفراغ من العملية.. تتطلئ الشفة بمحلول من حوصلة القنفذ (مرارة ابو قنفود)..و هو الذي يشكل كثافة اللون و يجعله داكن..و مرات اللون ما بيشيل كويس.. فتعاد عملية الدق..و في هذه الحالة النادر بيقولوا دقة الشلوفة طلعت نية (زيها و زي حلة الملاح)..

تمكث الفتاة لمدة ثلاثة ايام ..و احيانا اسبوع..و هي لا تأكل .. خوفا من مضاعفة البكتيريا و تسبيب..التهاب..و في هذه الحالة تعيش الفتاة على السوائل فقط..حتى يجف الجرح تماما..
من الحقائق المدهشة.. لا تحدث الإلتهابات مطلقا..و اظن ذلك يعود لسر الهجليج..و مرارة القنفذ..

يصحب مهرجان دق الشلوفة.. احتفال في شكل كرامة..و تذبح فيه الذبائح..
بالرغم من بشاعة العملية.. الإ انها هي الأساس الأول لفلسفة الروج .. الذي تستخدمه اغلب فتيات الكرة الأرضية..و بنفس الفلسفة.. تجميل الشفة السفلى..
الغريبة الروج تدخل في صناعتة دماء الأبقار المذبوحة..